مشاكل بطاريات الرصاص الحمضية المستعملة

تستخدم بطاريات الرصاص الحمضية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم . إذ تعد بمثابة مصدر للطاقة لمجموعة واسعة من المعدات والأجهزة المستخدمة في المنزل، و في التجارة والصناعة. وتستخدم على نطاق واسع في جميع وسائل النقل الحديثة بما في ذلك السيارات والشاحنات والحافلات والقوارب والقطارات وأنظمة النقل الجماعي السريع والمركبات الترفيهية الخ. كما أنها توفر، في حالات انقطاع الطاقة الكهربائية، طاقة الطوارئ  للعمليات الحرجة مثل تلك المتعلقة بأبراج مراقبة حركة الطيران والمستشفيات ونقاط عبور السكك الحديدية والمنشآت العسكرية، والغواصات، وأنظمة الأسلحة. وتجدر الإشارة إلى أن جميع بطاريات السيارات و 95 في المئة من البطاريات الصناعية هي خلايا رصاص ثانوية حمضية.

الآثار الضارة الناجمة عن بطاريات الرصاص الحمضية

تحتوي بطاريات الرصاص الحمضية على حامض الكبريتيك وكميات كبيرة من الرصاص، ويعتبرحامض الكبريتيك مادة آكالة قوية وأيضا حاملة جيدة للرصاص وجزيئات الرصاص القابلة للذوبان، أما بخصوص الرصاص فهو معدن شديد السمية، ينتج عنه مجموعة من الآثار الصحية الضارة  خاصة لدى الأطفال الصغار. هذا و قد يسبب التعرض للمستويات المفرطة من الرصاص ضررا  لخلايا المخ والكلي، وضعفا في السمع، كما يؤدي إلى عدة مشاكل مصاحبة أخرى. في المتوسط،  تحتوي كل السيارات المصنعة على ما يقرب من 12 كيلوغراماً من الرصاص. و يستخدم حوالي 96٪ من الرصاص في بطاريات الرصاص الحمضية، في حين  تستخدم 4٪ المتبقية في تطبيقات أخرى بما في ذلك أثقال موازنة العجلات ، الطلا ء ات الواقية ومخمدات الاهتزاز.

جمع بطاريات الرصاص الحمضية

يعد المرور عبر  تاجر التجزئة للبطاريات أكثر الوسائل شيوعا لجمع بطاريات الرصاص الحمضية وأكثرها فعالية ،  حيث يتم إعطاء  العميل خصما على سعر شرائه للبطارية الجديدة مقابل إرجاعه للبطارية المستعملة. ويوجد في بعض الدول إيداع  يُدفعُ عند شراء بطارية جديدة، ويتم إرجاعه فقط إلى العميل عندما يتم إرجاع البطارية إلى تاجر التجزئة لإعادة التدوير.

في عدة مناطق من العالم، يتم عرض بطاريات الرصاص الحمضية المجددة  للبيع، ففي جزر الكاريبي ، تزدهر هناك تجارة السيارات المستعملة ويتم استيراد الآلاف من السيارات المستعملة اليابانية كل عام بغرض تفكيكها إلى قطع غيار، وتحتوي العديد من هذه المركبات على بطاريات الرصاص الحمضية، والتي يتم إزالتها من السيارة وشحنها إلى فنزويلا لإعادة التدوير.

وهناك أيضا آلية جمع غير رسمية  تتم عبر جامعي الخرق الذين يبحثون عن المواد المهملة التي يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها، و يقوم جامعو الخرق بالتنقيب في مقالب النفايات ، و فك المركبات  المتروكة وحطام السفن وحتى جمع البطاريات التي تم استخدامها للطاقة الاحتياطية في المنازل.

إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية

يعتبر الرصاص من المعادن  شديدة السمية، لذا فبمجرد تعطل بطارية الرصاص الحمضية، فإنه يصبح من الضروري التأكد من جمعها على نحو سليم و إعادة تدويرها بطريقة صديقة للبيئة. و تجدر الإشارة إلى أن التخلص، بشكل غير صحيح، من بطارية واحدة  فقط داخل نظام جمع النفايات الصلبة البلدية و عدم إزالتها قبل الدخول إلى منشأة استرداد الموارد للنفايات البلدية الصلبة المختلطة، من شأنه أن يلوث 25 طنا من النفايات البلدية الصلبة ويمنع استعادة الثروات العضوية الموجودة داخل هذه النفايات بسبب ارتفاع مستوى الرصاص بها.

و تكمن أهمية إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية بطريقة سليمة بيئيا، في كونها  تحول دون وصول البطاريات إلى تيار النفايات الموجهة للتخلص النهائي. هذا ويمكن أن ينتج عن وضع تلك البطاريات في مكبات النفايات غير المبطنة، ترشح الرصاص إلى المياه الجوفية وبالتالي تلويثها.  و تمنع إعادة التدوير أيضا انبعاث الرصاص في البيئة وتجنب هدر الطاقة المرتبطة بإنتاج الرصاص من الموارد الطبيعية.

و يمكن أن يكون الحصول على الرصاص الثانوي من  بطاريات الرصاص الحمضية المستعملة عامل جذب اقتصادي، وهذا يتوقف، بطبيعة الحال، على سعر السوق. و يعد الحصول على الرصاص انطلاقا من استرداده من البطاريات أسهل من إنتاج الرصاص الأولي من المعدن الخام، بل ويتطلب طاقة أقل بكثير. و تقلل إعادة التدوير ، إذا أنجزت بطريقة مسؤولة بيئيا واجتماعيا ،أيضا من تبدد الرصاص في البيئة وتحافظ على الموارد المعدنية للمستقبل.

إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن إعادة تدوير البطاريات الحمضية المستعملة ليست بالعملية البسيطة التي يمكن القيام بها في المؤسسات الصغيرة، في الواقع ، تعتبر إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية واحدة من أسوأ الصناعات تلويثا للبيئة في جميع أنحاء العالم . لهذا يجب أن تؤخذ بعض التدابيرالرقابية لمنع التأثيرات السلبية على الناس و البيئة . ومع الارتفاع الهائل في استهلاك بطاريات الرصاص الحمضية، فإنه من الضروري أن تضع كل دول الشرق الأوسط استراتيجية ناجعة لمعالجة مشكلة بطاريات الرصاص الحمضية المستعملة.

ترجمة

مها بنت خميس السليطي حاصلة على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية والحاسوب من جامعة تكساس أي أند إم في قطر وهي محلل بحوث أول في قسم البحوث والتنمية في مؤسسة قطر، وتعمل مع فريق بحوث علوم البيئة والكيمياء في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.

 

Tagged , , , , , . Bookmark the permalink.

About Salman Zafar

Salman Zafar is the Founder of EcoMENA, and an international consultant, advisor, ecopreneur and journalist with expertise in waste management, waste-to-energy, renewable energy, environment protection and sustainable development. His geographical areas of focus include Middle East, Africa, Asia and Europe. Salman has successfully accomplished a wide range of projects in the areas of biomass energy, biogas, waste-to-energy, recycling and waste management. He has participated in numerous conferences and workshops as chairman, session chair, keynote speaker and panelist. Salman is the Editor-in-Chief of EcoMENA, and is a professional environmental writer with more than 300 popular articles to his credit. He is proactively engaged in creating mass awareness on renewable energy, waste management and environmental sustainability in different parts of the world. Salman Zafar can be reached at salman@ecomena.org or salman@bioenergyconsult.com

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.