دور الشركات الناشئة في التعافي المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أوشكت العديد من الشركات على الانهيار بسبب جائحة كورونا. في عالم ريادة الأعمال، تجد العديد من الشركات الناشئة والتي لا تمتلك شبكة أمان اجتماعي نفسها فجأة معتمدة كليًا على مدخراتها. وحيث يركز العالم الآن على مرحلة التعافي من آثار الجائحة، يدرك أصحاب الأعمال أهمية بناء نماذج عمل وهياكل أكثر مرونة ومنعة لمواجهة أزمات مشابهة ولتجنب أي صدمات اقتصادية.

sustainability-islam

التكيف مع الواقع الجديد

تسعى الشركات الناشئة الخضراء إلى تطوير حلول مبتكرة تهدف إلى استغلال النفايات أو إعادة استخدامها، وتقليل تكاليف التصنيع، وتخفيف الضغط على نظامنا البيئي الطبيعي وموارده. علمتنا جائحة كورونا كذلك أهمية الاستعانة بسلاسل الامداد المحلية أينما كان ذلك ممكنًا، مما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة وقلل من البصمة الكربونية الناتجة عن وسائل النقل.

  1. كريم – وفرت شركة كريم ٥٠٠٠ وظيفة في عام ٢٠١٨. وخلال الفترة التي كان هناك توقعات لرفع الحظر عن قيادة الإناث للسيارات، دربت شركة كريم سائقات في المملكة العربية السعودية.
  2. مزارع برديا – تستخدم مزارع برديا تقنية الزراعة المائية والتي تستخدم كمية مياه أقل بنسبة تصل إلى ٨٠٪ من طرق الزراعة التقليدية.
  3. شركة (Seramic Energy) – تقوم الشركة بتطوير مشاريع قائمة على عملية المعالجة الحرارية والتي تعتبر مهمة لإدارة نفايات الصناعات الثقيلة.
  4. شمسينا – تصمم الشركة وتصنع تقنيات خلايا شمسية بأسعار معقولة.

وفقًا للآنسة ألين بوسمان من منظمة سيواس، اضطرت الشركات الناشئة البيئة في مجال المياه والصرف الصحي والنفايات والزراعة أن توقف عملها أو أن تتكيف مع الجائحة وتبعاتها. اختار معظم هذه الشركات التكيف من خلال تنويع نماذج أعمالها أو توجيه منتجاتها لمساعدة المجتمعات الأكثر تأثرا.

لا تتمتع الشركات الكبرى بالمرونة وسرعة الحركة التي تتمتع بها الشركات الناشئة. لذا، يجب على الشركات الناشئة التي تعد محركات للنمو المبتكر إعطاء الأولوية للجوانب التالية:

  1. الخروج من مرحلة إدارة الأزمة إلى التعافي والمنعة
  2. تضمين مبادرات ترتكز على البيئة والمجتمع والحوكمة الرشيدة من أجل تطوير حلول طويلة الأمد وبناء القدرات
  3. التركيز على الحلول الموجهة بالمجتمعات المحلية
  4. تبني أهداف ذات أثر مجتمعي لا تقتصر على الربحية او قابلية التوسع
  5. الاستغلال الأمثل للموارد الموجودة لاستكشاف قيم جديدة
  6. التوجه نحو الاقتصاد الدائري الصديق للبيئة
  7. ضمان خلق فرص عمل
  8. الاعتماد على القيادة الواعية مجتمعيا
  9. الاستفادة من الاستراتيجيات التسويقية الرائدة لتقليل تكلفة الترويج للخدمات او المنتجات

نوافذ الدعم الخارجي

تقدم المنظمات العالمية والإقليمية الدعم المالي وخدمات الاحتضان والتسريع للشركات الناشئة الواعدة إدراكًا منها للإمكانات الهائلة التي يمتلكها رياديو الأعمال في حل المشكلات المتعلقة بالوصول إلى الموارد.

تعهد مجلس الأعمال الإقليمي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي بتخصيص ١٠٪ من ميزانيته السنوية للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة وريادي الأعمال.

يساعد برنامج مسرعة (C3) للأثر المجتمعي في تمويل الشركات الناشئة التي تساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية التنمية المستدامة ولديها مسار واضح لتحقيق الربح. في العام ٢٠٢٠، وصل للمسرعة أكثر من ٦٠٠ طلب دعك من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تساعد سيواس، الحاضنة العالمية الأولى من نوعها في مجال المياه والصرف الصحي والتي تتميز ببرنامج التدريب على الابتكار في مجال الأعمال البيئية، في إعادة التركيز على إدارة الموارد.  لسيواس – الشرق الأوسط أهمية عظيمة في ضوء النقص الحاد في الموارد المائية الذي تعاني منه المنطقة والحاجة الكبيرة لإدارة الموارد المائية والصرف الصحي.

العقبات أمام الشركات الناشئة

أظهر تقرير صادر عن ستارتاب جينوم (Startup Genome) أن هناك انخفاضًا في رأس المال الاستثماري العالمي بنسبة ٢٠ ٪ على الأقل منذ شهر كانون الثاني ٢٠١٩، وهو تاريخ بداية جائحة فيروس كورونا. العقبات الرئيسية التي تواجه الشركات الناشئة اليوم هي:

  1. التمويل البذري
  2. التعامل مع البيروقراطية الحكومية
  3. التدفق النقدي
  4. دعم الحكومة والقطاع الخاص
  5. التخفيض من القوة العاملة

لم يعد بإمكان الشركات الناشئة الاعتماد فقط على الأموال الناتجة من الوعي العام أو على الدعم المقدم من الحكومة والقطاع الخاص، فاليوم يعتمد أصحاب هذه الشركات على أنفسهم في تطوير وسائل بديلة لتوليد الدخل وللمساهمة في إيجاد فرص العمل الجديدة. تتركز معظم البؤر الساخنة في الابتكار وريادة الأعمال ضمن المناطق الحضرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذا، لابد من جعل عملية الابتكار المجتمعي أكثر ديموقراطية بحيث يدعم وينطلق من القواعد الشعبية المجتمعية.

ترجمة

درست رويدة الهندسة المعمارية وبيئة البُنيان في الأردن، ثم إدارة التقنيات والموارد مع التركيزٍ على إدارة المناطق الحضرية والإقليمية في ألمانيا. ساهمت رويدة خلال سنين عملها ودراستها في مبادرات ومشاريع مختلفة حول التصميم البيئي؛ الأمر الذي ساعدها على بناء شخصيةٍ داعيةٍ لقضايا البيئة. تتطلّع رويدة للمساهمة في ترويج الابتكار في قطاعي المياه والبيئة في الأردن وفلسطين والمنطقة. رويدة مديرة مشروع بمنظمة سيواس. إلى جانب هذا العمل؛ تدرس رويدة الدكتوراة في ألمانيا في مواضيع المرونة الحضرية ومخيمات اللاجئين.

Note: The English version of the article was published by egomonk on egomonk insightsThe curator and host of this series is Ruba Al Zu’bi

Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Ruba Al-Zu'bi

Ruba Al Zubi is a Sustainability Policy and Governance Advisor/Expert. She is a staunch advocate for policy-enabled action and has gained a unique experience in the areas of policy and planning, institutional development, sustainability mainstreaming into economic sectors, donor relations and research and innovation management. She recently served as Advisor to the President for Science Policy and Programme Development, Royal Scientific Society (RSS – Jordan). Prior to that, Ruba led the Scientific Research Department at Abdul Hameed Shoman Foundation, served as the first Policy Director at the Ministry of Environment, established and led several departments at the Development and Free Zones Commission, and served as the Chief Executive Officer of EDAMA Association for Energy, Water and Environment. In the nonprofit world, Al Zubi is a Plus Social Good Advisor with the United Nations Foundation and a Founding Member of Jordan Green Building Council. She is a global volunteer, mentor, speaker and blogger.

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.