العاصفه اليكسا – الجوانب الايجابيه لمنطقه الشرق الاوسط

شهد العام 2013 تحول في التاريخ عندما اجتاحت العاصفة اليكسا منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث جلبت العواصف الثلجية والأمطار الغزيرة والرياح الجليدية لهذه المنطقة التي لم تشهد مثل هذه العاصفة منذ أكثر من 100 عام.  حيث تسببت العاصفة اليكسا بالفيضانات المدمرة في المدن العربية، مثل غزة، وانقطاع التيار الكهربائي في بعض مناطق الأردن.و تساقطت الثلوج بغزارة في الأردن و التي  غطت الشوارع، مما أعاق الحركة واجبرت الناس على المكوث في منازلهم لعدة أيام.  لقد جلبت هذه العاصفة أيضا المشقة والبؤس لللاجئين السوريين حيث  عانوا البرد القارس في خيام هشة وملاجئ مؤقتة.

الجوانب الايجابيه

لا نريد التقليل من شأن  الصعوبات و المعاناه الانفه الذكر التي تسببت بها اليكسا الا ان  مثل هذه العاصفه من شأنها ان تكون مفيده من جانب واحد الا وهو كميه المياه التي جلبت للمنطقة. لقد جلبت العاصفة اليكسا  وفره من المياه لمنطقه تعاني من شح شديد فيه. تأثيرات شح المياه اصبحت محسوسه بشكل واضح وسريع في جميع انحاء المنطقه,حيث تؤثر على بلدان مثل الاردن ومصر وفلسطين. وبالتالي فأن هذا الانهمار من الماء  يمكن ان يجلب بعض الراحه من حيث  وفره المياه مع جريان مياه الامطار وتساقط الثلوج الذي يعد مصدرا للمياه العذبه.

ولكن للاسف فأن هذه المصادر اديرت بصوره سيئه جدا مما تسببت بحدوث الفيضانات و اغلاق الطرق والشوارع بالثلوج. مياه الامطار الفائضه اختلطت مع مياه الصرف الصحي مسببه فيضان من مياه الصرف الصحي غمرت جميع انحاء المدن و البلدات المحليه . مما نتج عن ذلك حدوث مشاكل صحيه ضاره بين السكان المقيمين, الذين دعوا  للخروج بحلول سريعه  لمعاناتهم.

حل واحد يمكن استخدامه الا و هوحصاد مياه الفيضان و كميات الثلوج الكبيره. حصاد مثل مصادر المياه هذه  من شانه ان يقلل من اثار ندره المياه و الحد من الاضرار الماديه  للمدن و البلديات .

حالما يتم جمع مصادر المياه هذه , وجب عليهم معالجتها قبل استعمالها .و ما ان تتم معالجتها يمكن استخدام المياه في نشاطات متنوعه كالري او اي نوع من الاستخدامات المنزليه.

دراسه حاله – عمان

على مدار العاصفة ، شهدت عمان كميات وافرة من الثلوج والأمطار التي وضعت المدينة في ما بدا وكأنه طريق مسدود. وقد اضحى السكان غير قادر على الذهاب إلى العمل وأداء روتينهم اليومي . وقد غطت الثلوج  الشوارع التي وصلت إلى 3 أقدام ، مما جعل من الصعب جدا التنقل عليها . على الرغم من أن تساقط الثلوج كان له  تداعياته الضارة ، فهو مصدر للمياه العذبة . أن حصاد تلك المياه و الثلوج التي انهمرت  كان يمكن ان يكون إجراء بسيط نسبيا من شأنه ان يجنب  المدينه من الطريق المسدود التي وصلت اليه.

ان مثل هذا  الإجراء يتطلب قوى عاملة ، جنبا إلى جنب مع شاحنات ناقله ، لتعين الخروج إلى الشوارع و البدء في جمع أكبر قدر ممكن من الثلوج .حالما يتم جمعها، سيتم نقلها إلى أقرب محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي ، مثل محطة معالجة مياه صرف السمرة التي  تقع في  منطقه عمان الرصيفة الزرقاء الكبرى   (هناك حاليا 26 محطه معالجة مياه الصرف الصحي في الأردن) .حالما يتم  معالجتها فان  المياه المنتجة يمكن أن تضاف إلى منظومه شبكه أنابيب المياه وتوزيعهاعلى البيوت.

حصاد ومعالجة هذه المصادر المائية تخفف من آثار ندرة المياه حتى لو لفترة زمنية قصيرة. فهو مفيد من حيث عدة طرق:

تتيح لطبقات المياه الجوفية و الأنهار الوقت للتجديد (حتى لو لفترة قصيرة)

يقلل من التكاليف المالية التي تنفق على استخراج المياه ( لفترة زمنية قصيرة)

يقلل من كمية الوقود الأحفوري المستخدم أثناء استخراج المياه ( الحد من اطلاق غاز  ثاني اوكسيد الكربون( CO2

ازاله الثلوج من الشوارع  التي تمكن الناس من العوده إلى روتين حياتهم اليومية  و عملهم .

للتغلب على التحديات

وغني عن القول ، معالجة مياه الصرف الصحي لديها جوانبها السيئه . الأولى، هي الطاقة المكثفة و متطلباتها الماليه. وثانيها ، فإنه يتطلب قدرات تكنولوجية متقدمة للغاية.اما الثالث ، فانها تتطلب مساحة كبيرة لتنفيذها. باستثناء الأردن و مقدار قليل من دول اخرى في المنطقة ،  ليس الكثير منهم لديه القدرات الاقتصادية والتكنولوجية للخضوع لمثل  هذا النوع  من إدارة المياه. تتفاقم المشكلة من جراء الصراع السياسي في المنطقة التي تشهده حاليا . دول مثل سوريا وفلسطين لديها قيود سياسية أكثر من غيرها  والتي لا تسمح لها باستخدام هذا المصدر المائي لكامل إمكاناتها .

ومع ذلك ، هناك طرق أبسط لمعالجة مياه الصرف الصحي التي لا تعتمد بشدة اقتصاديا و تقنيا.مثل هذه التقنيات تتطلب مساحة كبيرة حيث يسمح  لمياه الأمطار الزائدة بتخزينها لفترة معينة من الزمن، والذي يسمح للاوساخ بالاستقرار في الجزء السفلي من المنطقة ( التي يتم فيها تخزين المياه ) . ثم يتم تمرير المياه من خلال شاشة تصفية كبيرة تزيل الاوساخ المتبقية و البكتيريا من الماء. هذه الطريقه لا تعالج المياه كما تعالجها محطات معالجة مياه الصرف الصحي ، لكنها تعالج بما يكفي من أجل إعادة استخدامها لمماراسات معينه (مثل الري ، والغسالات، و الاستحمام).

الخلاصه

مع اعلان الأمم المتحدة عام 2013 “السنة الدولية لتعاون المياه” ,أصبحت ندرة المياه التهديد الأكثر حاليا الذي يواجهه العالم. ندرة المياه  الاكثر حده في منطقة الشرق الأوسط  حيث لا يملك سوى 1٪ من موارد المياه الصالحة للاستخدام في العالم، في حين وجود 5٪ من سكان العالم في هذه المنطقه. ومع زياده تعداد  سكان منطقه الشرق الاوسط أبعد من ذلك، فأن  من المرجح ان تزيد ندرة المياه, مع توقعات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط  سوف  تنفذ من المياه بحلول عام 2050.

ترجمة

سلام عبدالكريم عبابنه

مهندسه مدنية في شركة المسار المتحده للمقاولات – مهتمه في مجال البيئه و الطاقة المتجدده

Tagged , , , , , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

About Amir Dakkak

Amir Dakkak, a Palestinian from East Jerusalem, is an Environmental Scientist at AECOM. His main passion is water scarcity and water sustainability in the MENA region. He runs the blog Water Source that addresses water problems and sustainability. Amir has worked with Emirates Environmental Group on various environmental issues including water scarcity.

Share your Thoughts

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.