أن تكون صديقاً للبيئة فمعنى ذلك أن تحترمها، أو ألا تلحق بها أي ضرر. في عالمنا اليوم، تُعد المحافظة على البيئة من اهم المواضيع الشائعة جداً بين الناس المهتمين بالبيئة، بيد أنهم لا يعرفون من أين يبدأون، للعلم بأن محاولة تأسيس منزل مستدام وصديقاً للبيئة قد تكون جهداً متعباً في البداية، لكنها تُشكّل مشروعاً رائعاً وتعليمياً – إن صح القول – يقوم بتنفيذه جميع أفراد العائلة.
وهنا، نود أن نقدم دليلنا لكل غرفة في المنزل “الصديق للبيئة”.
المطبخ
طبيعي جداً أن نبدأ من هنا، من المطبخ، حيث تتوفر أكثر الخيارات والفرص لتأسيس الوعي البيئي؛ من التسوق الذكي، وإعادة التدوير، إلى ترشيد استهلاك المياه، والقائمة تطول بالأمور العديدة لتحسين بيئة المطبخ.
يمكننا أن نبدأ بإتباع الوسائل الصديقة للبيئة من البداية: شراء البقالة، وهنا سندرج بعض الأمور الواجب مراعاتها:
أكياس البقالة: من المهم للحفاظ على البيئة أن تحمل أكياس البقالة خاصتك معك والمهم أن تكون أكياساً قابلة لإعادة الاستخدام، بالإضافة إلى أكياس أصغر متعددة الاستخدام لمنتجات الغذاء كالفواكه والخضروات والمكسرات وما إلى ذلك. في بعض الولايات الامريكية وبعض الدول الأخرى في العالم تم حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة للحد من النفايات.
التعبئة والتغليف: من أهم الوسائل السهلة لتقليل النفايات، شراء أطعمة قليلة التغليف أو بالأحرى تخلو منه، مثل الفواكه والخضار، وبالأكيد في بعض الحالات ستحتاج أن تجد الخيارات الأكثر مراعاة للبيئة.
نفايات الطعام: من الأمور البسيطة الممكن القيام بها هو شراء كميات أقل من الطعام، فبهذا تضمن عدم فساده وإهداره، وبالرغم من انتشار ظاهرة الشراء المفرط هذه الأيام، فإن شراء الكمية التي تحتاجها أو حتى أقل ممكن أن يكون حلاً فعّالاً في المساهمة فيما يلي:
- توفير الكثير من المال
- الحد من هدر الطعام
- الحفاظ على تنظيم المطبخ
من أهم الأمور عند التسوق، هو أن تكون مدركاً لما تشتريه وتحاول أن تعيد استخدامه قدر الإمكان، وبالحديث عن إعادة الاستخدام، فإن إعادة التدوير تُعدّ طريقة سهلة ورائعة لحماية البيئة، والجدير بالذكر بأن تشمل هذه الوسيلة جميع أنحاء المنزل، ولكن دائماً إعادة التدوير تبدأ في المطبخ وفي الغالب هنالك يكون الحجم الأكبر منها.
إن فصل النفايات البلاستيكية والورقية والزجاجية عن بعضها البعض أمر سهل، وسيقلل من كمية النفايات التي تنتهي في المكبات. ويُنصح كذلك بجمع النفايات العضوية، مثل: الفواكه والخضروات ومنتجات الالبان والحبوب والقهوة وقشور البيض معاً لتستخدمها كسماد للحديقة.
وأخيراً، فإن ترشيد استهلاك المياه يُعدّ أمرا مهماً من الواجب التركيز عليه، خصوصاً في المطبخ حيث يمكنك توفير الكثير من المياه بغسل الاطباق يدوياً عوضاً عن الغسالة، ومن الممكن عند غسل الاواني والمقالي ان تقوم بنقعها بدلاً من ترك الماء يجري بكميات كبيرة وفترات طويلة، وإن كنت ترغب بالقيام بجهد إضافي فإنه بإمكانك أن تستخدم مياه الطهي لري الحديقة
غرفة النوم
هنالك فرص عديدة وأكثر مما تتوقع لتكون صديقاً للبيئة عند تصميمك لغرفة نوم خضراء “صديقة للبيئة”، حيث كل ما يحتاجه الأمر هو استخدام المنتجات ومعرفة كيف تُصنع. على سبيل المثال لا الحصر: عندما تختار أغطية السرير فإنه من المهم أن تختار الأغطية والمراتب والألحفة المنسوجة أو المصنعة من مواد مستدامة.
عندك قيامك بالبحث عن منتجات صديقة للبيئة فإنه من الضروري أن تبحث عن مواد خام وعمليات إنتاجية صديقة للبيئة. إن من أكثر الأقمشة للبيئة هي المصنوعة من القنب والكتان والقطن العضوي. وبالنسبة لعمليات الإنتاج قم بالبحث عن الإنتاج الذي يحافظ على المياه ويقوم باستخدام النفايات وتدويرها.
من العادات التي تُعدّ أفضل من شراء منتجات جديدة صديقة للبيئة هو شراء منتجات مستعملة حيث أنه يمكنك استخدامها أو إعادة تدويرها لصناعة ملابس أنيقة. قم بزيارة المتاجر المحلية المخصصة للملابس القديمة لتقلل شراء الملابس الجديدة وعندما تشعر بأنك لا تريدها أو أنها انتهت فيمكنك التبرع بها أو أن تعطيها لشخص تعرفه.
الحمّام
مثلما المطبخ وغرفة الغسيل، فإن ترشيد استهلاك المياه هو أحد أوضح الطرق لتحقيق الاستدامة في الحمّام. مثلاً استخدام الدش عوضاً عن حوض الاستحمام سيوفر لك الماء والمال. وكذلك الاستحمام لفترات أقصر سيساعد على توفير المزيد.
بإمكانك تركيب مراحيض موفرة للمياه، والرؤوس والصنابير منخفضة التدفق حتى تستفيد بشكل أكبر.
خذ بعين الاعتبار عند شراء المناشف بأن القطن العضوي والقنب هما خيارات مستدامان، وبعد الاستحمام يمكنك استخدام المنشفة عدة مرات قبل القيام بغسلها.
وعندما يتعلق الأمر بمنتجات الصحة والجمال، يمكنك تقليل الهدر كثيراً بأن تستغني عن المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل المناديل، عيدان القطن، والمناشف الورقية، وإلى ما ذلك من منتجات واستبدالها بمنتجات قابلة لإعادة الاستخدام، مثل مناشف الوجه والمناشف الورقية. والأمر البديهي أن يكون ورق (التواليت) هو المنتج الوحيد القابل للاستخدام مرة واحدة في الحمّام.
غرفة الغسيل
لنبدأ بالغسالة والتجفيف. إذا كنت تجفف ملابسك على حبل الغسيل خارجاً فإن هذا الخيار هو الأمثل لأنه يوفر المال المصروف على الكهرباء، وبذلك تساهم في حماية البيئة. أما بالنسبة للغسيل، فإنه يتوفر حالياً العديد من الغسالات الصديقة للبيئة باستهلاك أقل للماء والكهرباء مقارنة بالغسالات القديمة. وإن رغبت بشراء غسالة جديدة فإنك تستطيع التبرع بغسالتك القديمة أو إعادة تدويرها والبحث عن بديل أكثر استدامة.
يعتبر مسحوق الغسيل فرصة أيضا، حيث كما هو الحال مع العديد من المنتجات الاستهلاكية الأخرى، من الجيد أن تجري بحثاً عند اختيار المساحيق لتختار الأنواع الأقل ضرراً بالبيئة. على العموم وللعلم فإن البدائل البيئية لا تستخدم موادً كيميائيةً محددة مثل: الكلور، والفوسفات لتقلل الأثر البيئي.
الحديقة
من أهم البدائل المتداولة في الحديقة هو إنشاء حديقة “صالحة للأكل”. نعم، حديقة صالحة للأكل يمكنها أن تكون ممتعة للعائلة وستساعدك على توفير المالي وتوفير مصدر صحي للغذاء خاص بك. سيقلل هذا من التسوق التي تحتاجها بالإضافة للتقليل من العبوات التي ستتخلص منها. وكما أسلفنا سابقاً، سيساعدك التسميد على تسميد حديقتك ويقلل كمية النفايات التي ستنتهي في المكبات.
إذا كنت تعيش في شقة صغيرة وليس لديك حديقة، فلا تقلق، بإمكانك إنشاء حديقتك الداخلية الصالحة للأكل. فإنه بإمكانك الزراعة بأحواض صغيرة تصلح للاعشاب وبعض الخضروات.
لتتماشى مع حديقتك الصالحة للأكل، يمكنك إضافة لمسة جمالية إلى واحتك الخضراء بزراعة الأشجار الشائعة في منطقتك. حيث تحسن الأشجار البيئة بتوفير الاكسجين وتساعدك على الاستمتاع بالجمال والظل لسنوات عديدة قادمة.
وبالرغم من أن إتباع نظام حياة خالي تماماً من النفايات قد يكون شبه مستحيل للكثيرين، إلا أنه بإمكاننا جميعاً المساهمة في ذلك، والبدء بخطوات صغيرة والانطلاق من هناك. بإمكاننا تنظيف كل غرفة على حدة، أو تنظيف المنزل كاملاً مرة واحدة. وبغض النظر عن كيف سنبدأ إلا أننا سنوفر المال، ونحمي كوكبنا ونتمتع بصحة أفضل في آن واحد.
ترجمة: ماجدة هلسه
أردنية متعددة الإهتمامات، لديها من الخبرة ما يقارب السبعة وعشرون عاماً في مجال المالية والإدارة في المؤسسات المحلية والدولية، وتعمل ماجدة حالياً مع التعاون الدولي الالماني كموظفة مالية. ومع ذلك كله وعلى الصعيد التطوعي، فإن لديها شغفاً كبيراً بالترجمة في كافة المواضيع والمجالات، وقد بُني هذا الشغف بالخبرة الشخصية والعملية على مدى هذه السنين.
Note: The original English version of the article is available at this link.



