يتناول موضوع “الزراعة والمرأة والشباب” ثلاث محاور أساسية في تنمية المجتمعات المختلفة وركائز أساسية في التنمية المستدامة، خاصة في الدول النامية والريفية .وفي لمحة عامة من المعروف أن الاردن بلد زراعي بإمتياز وأن الموارد المائية فيه محدودة كونه يعد من أكثر الدول فقراً بالمياه في العالم، مما يؤثر على الإنتاج الزراعي ، وغالباً يتم الإعتماد على الإستيراد من المواد الغذائية بنسبة كبيرة وبتحدي أكبر لتقلبات الأسعار العالمية. ومع ذلك فإن الزراعة توفر فرص عمل مهمة خاصة في المناطق الريفية والبادية، وتظل قطاع حيوي لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
وتمثل المرأة نسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية في العديد من البلدان تتراوح بين 40-50% منها القوى العاملة في الزراعة.وتحمل اعباء أعمال غير مدفوعة الأجر و لا تحسب مساهمة المرأة في الزراعة اقتصادياً، رغم أهميتها الكبيرة في الإنتاج الزراعي والغذائي.وللمرأة الأردنية دورها الحيوي في الزراعة فهي تشارك بشكل كبير في الأنشطة الزراعية مثل قطف المحاصيل وتربية الماشية والدواجن ومراحل معاملات ما بعد الحصاد مثل التعبئة والتغليف.تواجه المرأة الأردنية الريفية كثير من التحديات في القطاع الزرعي منها قلة التمكين الإقتصادي والإجتماعي بمحدودية الحصول على التمويل، القروض، والتدريب الزراعي، التكنولوجيا عدا عن محدودية تملك الأراضي الزراعية، وضعف التمثيل في صنع القرار الزراعي،والعمل الموسمي والمنزلي غير المعترف به رسمياً.وما زالت الفرص سانحة لتحسين وضع المرأة الأردنية الريفية بالعمل على بناء القدرات وتمكينها من خلال التدريب والتمويل وتعزيز دورها في اتخاذ القرار على مستوى المزارع والمجتمع والدولة
أما واقع عمل الشباب في الزراعة تعتبر محدودة وغالبيتهم ينفرون من العمل فيها بسبب صورتها التقليدية وصعوبتها ويفضلون العمل في المدن أو الوظائف الحكومية مما دعا الى إرتفاع معدلات البطالة بين الشباب تتجاوز أحياناً 40% . وأيضاً ما زالت الفرصة سانحة أمام الشباب بتحديث القطاع الزراعي بإستخدام التكنولوجيا الحديثة وتوفير حوافز مالية ودعم رواد الأعمال الزراعيين بالإضافة إلى إدماج الزراعة الحديثة في المناهج التعليمية ومنح دور أكبر للتدريب المهني الزراعي الشبابي.
من الضرورة في الوقت الحالي العمل على تكامل دور المرأة والشباب في القطاع الزراعي من خلال ريادة الأعمال بقيادة مشاريع مبتكرة ومستدامة جماعية منها الزراعة العضوية، الزراعة المائية، التصنيع الزراعي الريفي، البيع المباشر عبر الانترنت ، الزراعة الرأسية، كما أن عملية تمكين المرأة والشباب يعني دعم سلسلة الإمداد الغذائي وتحسين التغذية وهي احد ركائز الامن الغذائي وقد فتحت التكنولوجيا الزراعية (Agri-Tech) المجال أمام الشباب لتطبيق الإبتكار وريادة الأعمال، مثل استخدام الدرونز والإستشعار عن بعد والتطبيقات المختلفة المحلية والعالمية.
أما تعزيز دور المرأة والشباب في الزراعة بالأردن فيتمثل في توفير تمويل ميسر للمشاريع الزراعية، تصميم وتنفيذ وتقييم برامج تدريب مهني متخصصة بالزراعة الحديثة والابتكار والريادة الزراعية ، والعمل على التمكين القانوني والإجتماعي لتسهيل تملك الأراضي، ودعم ربط المنتجين الصغار بالأسواق المحلية والدولية، وفي جوهر كل ذلك التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية لتحقيق الأهداف المرجوة مثل برنامج مشروع تعزيز الإنتاجية الإقتصادية والإجتماعية ومشروع حاضنات الإبتكار الزراعي وغيرها
في الخلاصة تعد الزراعة مجالاً إستراتيجياً لتمكين المرأة والشباب، وتحقيق التنمية المستدامة،ويكمن التحدي في إزالة الحواجز وتوفير الفرص ليكون لهم دور فعال ومؤثر في هذا القطاع الحيوي .ورغم كل التحديات، فإن المرأة والشباب في الأردن يمتلكون إمكانات كبيرة لقيادة نهضة زراعية جديدة .ومن خلال تمكينهم، يمكن تحويل القطاع الزراعي إلى أداة فعالة لمواجهة البطالة، الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية المستدامة وتحقيق رؤية التحديث الإقتصادي وأهداف التنمية المستدامة 2030 .


We’re interested in working with you on coffee farming in Uganda eastern Africa and wishes. You the best for your schedule.
Thank you so much for your kind word and I hope we can cooperate in the future