حيث ما تغمر المياه الأرض يعـــــــم الخير ولقد وصف المستكشفون الأوائل أهوار العراق بأنها جنة فــي العراق في مناظرها المائية والطبيعية ومناخهـــــــا المعـتدل وأنواع الطيور الفريدة التي يزيد عددها علـى مئات الأنواع وبيوتها السومريـــــــة ويعود تاريخ هذه المستنقعات المائية الى خمسة الاف سنة حيث نشأة عليهــــــــــا الحضارة السومرية.
إما سكان هذه المناطق فينقسمون الى نوعين:
1. سكان المدن والقصبات والقرى والارياف التي تقع على اطراف الاهوار وهــي مناطق مأهولة ولها نشاطها الاقتصادي والثقافي
2. سكان الاهوار الذين يسكنون في جزر وسط الاهوار التي تكونت بسبب الترسبات والطمي او جزر صغيرة يعملها سكان السكان لأنفسهم مـــــــــــن القصب والبردي ويبنـون بيوتهم عليها وهؤلاء يمارســون نشاطهم الاقتصادي الخاص بهم ولهـــــــم ثقافتهم وعاداتهم المناسبة
تقسم اهوار ميسان الــــى قسمين الاهوار الشرقية المعروفة بهور الحويزة والواقعة شرق نهر دجلة والممتدة من منطقة الشيب فـي محافظة ميسان حتى منطقة السويب في محافظة البصرة ويضم الوحدات الادارية (المشرح – الكحلاء – بني هاشم- قلعة صالح – العزير) وتتغذى من نهري المشرح والكحلاء المتفرعان مــن نهر دجلة في الجانب العراقي ومن انهار ( الكرخة – السابلة – الخفاجية – ام الديري – نيسان – سيول الطيــــب والدويريج في الجانب الايراني وتبلغ اجمالي المساحــــة داخل العــــراق حوالــــي ( 1350) كم مربع اما الاهوار الغربية الواقعة غرب نهر دجلة والمتمثلة بهور العودة الواقع في قضاء الميمونة واهوار السلام ناحية الخير حاليا فتبلغ حوالي ( 143) كم مربع والتـــــي تتغذى من نهر ( العريض – البتيرة – نهر العدل – الوادية ) المتفرعة من نهر دجلة في الجانب الغربي لقد جففت هذه الاهوار ابان الحكم السابق ولكـــــن بعد السقوط وقيام بعض سكنــــة الاهوار بحدوث كسرات علـــــــى السداد القائمة على الاهوار سابقا غمرت مساحـة تقدر حوالي 40% من المساحة السابقة خاصه خلال الاعوام 2003- 2004 ولكن هذه المساحة بدت بالانحسار حاليا بسبب شحة المياه الوافدة الينا من الجانب الايراني والتركي وانحباس الامطار خلال السنين الحالية.
واقع الاسترجاع البيئي والمائي والمناخي للأهوار جنوب العراق
في تسعينات القرن الماضي اقدم النظام القائم فـــي العراق آنذاك الى ارتكاب اكبر كارثه بيئيه فــي العالم . ان تجفيف مساحة عشرين الف كيلو متر مربع مـن الاهوار والتي تعد من اغنى مناطق العراق بالتنوع الاحيائي تعد كارثه بيئيه ما بعدها كارثه حيث لحقت بهذا التنوع اضرار كبيرة بانقراض مجموعة مـن الحيوانات والنباتات المتوطنة في المنطقة منذ مئات السنين بالإضافة الــى التغيرات الكبيرة في المناخ ويمكن ان نجمل التغيرات التي احدثتها التجفيف بما يلي:-
اولاً: في الجانب النباتي والحيواني
بيئة الاهوار التي كانت تجـــود بها النباتات الطبيعية المعمرة مثل القصب والبردي والشمبلان والكاط والجولان والكعيبة وغيرها ولكـل من هذه النباتات الطبيعية استخداماتها الخاصة لسكان الاهوار .اختفت هذه النباتات بعد عملية التجفيف مما اثرت علــــى طبيعة المنطقة احيائيا واصبحت ارض جرداء تذروها الرياح .اما فــي الجانب الحيواني فان الاهوار تعد مناطق جذب طبيعيــة لأنواع مختلفة من الطيور المهاجرة والمتوطنة بالإضافة الــى خزين الاهوار من الثروة السمكية والتي كانت تغطي 65% من حاجة العراق من الاسماك ناهيك عن الاصناف الجيدة مـن هذه الاسماك كالبنــي والكطان والشبوط والتي اختفت مــن الاسواق العراقية بعــــد جريمة التجفيف ولكن بعد ان بدأت الحياة تدب في الاهوار ثانية بعـد السقوط بدأت هذه النباتات والحيوانات تظهر مجددا فـي الاهــوار ولكن بكميات محدودة نأمــل ان تعود جنة عدن الــى الاهــوار العراقية المتمثلة بأهوار الجنوب بعد ان تتظافر كل الجهود بإعادة المياه الى مجاريها والاهوار الى ماضيها جنة الله (جل وعلا) على الأرض.
ثانيا: الجانب المناخي
لعب تجفيف الاهوار دورا مؤثرا فـي التغيرات المناخية والتي لها علاقة مباشرة للتربة و للطبيعة الزراعية فدرجات الحرارة بدأت بالارتفاع عـن معدلاتها الاعتيادية بعـد التجفيف بشكل واضح كذلك معدلات الرطوبـة بدأت بالانخفاض هي الاخرى مما ادى الى تصحر المناطق كون الريـاح السائدة فـي المنطقة هي الرياح الشمالية الغربية تكون جافة غير محملـة بالرطوبة مما تحول دون انخفاض درجات الحرارة كمــا هو الحال قبل التجفيف كل هذه الامور مجتمعة ادت الى ازالة الغطاء النباتي وعدم تماسك حبيبات التربة ادى ان تتعرض مناطقنا الــى العواصف الترابية المتلاحقة خلال السنين الحالية .
ثالثا: الجانب الاجتماعي لسكان الأهوار
سكان الاهوار بصورة عامة ينتمون الـــى عشائر البومحمد والبوعلي والفرطوس لهذا يمثلون نسيج اجتماعي وثقافي متجانس ولكن بعـد عملية التجفيف هاجر الكثير مــن سكان الاهوار الى المدن المجاورة والبعض الاخر الــى الدول المجاورة ( تهجير قسري ) والذين بقوا في مناطقهم لا يمثلون الا نسبة قليلة جدا من سكان الاهوار الاصليين وكانوا يعيشـون على تربية الحيوانات والزراعة الشتوية بعد عمليات الاستصلاح الجزئي التي جرت علــى اراضي الاهوار وكانوا لا زالوا يعيشون على الكفاف ولكن بعد السقوط وعمليات اعادة الاهوار التي تبنتها الدولة والمنظمـات الانسانية وعمر حوالي 45% من مساحة الاهوار السابقة وعاد عدد من سكان الاهوار وبدئوا يمارسون حياتهم الاعتيادية مــن صيد الاسماك وتربية الجاموس واستمرت هذه الحالة طيــلة سنين2003ـ 2004ـ2005 ولكن اصيب سكان الاهوار بخيبة امــل بعد ان بدا الانحسار يدب فــي جسد الاهوار نتيجة الشحة بالموارد المائية الوافدة وانحباس الامطار خلال السنين الحالية .
رابعا: الجانب الصحي لسكان الأهوار
يعيش غالبية سكان الاهوار وضع صحي متدني احد أسبابه استخدام مياه الاهوار مباشرة للشرب والاستحمام دون معالجته او تصفيته بالرغم من وجود بعض محطات التصفية لكنها لا تكفي لجميع سكان الاهوار ففي احد زياراتنا الى قرية الصخرة والبيضة التابعة الــى ناحية العزير والتي يزيد عدد سكانها عن 4000 نسمة يعتمدون علـى مشروع الماء الواصـل اليهم مـن نهر دجلة والذي يزيـد طولة عن 14 كم في شربهم وغسلهـم وشرب حيواناتهم وهو ماء آسن وتطفو علــى سطحه حتى ان نهــر دجلة الـذي الإنشات يعتبر المصدر الرئيسي لمياه الاهوار لا تصلح مياهـه للشرب بسبب المياه الثقيلة الغير معالجة التي تصب فيه مـــن حدودنا الشمالية حتى الحدود الجنوبية خاصة بالنسبة للمدن الواقعة علـى نهر دجلة والسبب الثاني والمهم في تدني صحة اهل الاهوار خاصة واهــل الجنوب عامة هي الاثار الكيمياوية والاشعاعية التي خلفتها الحروب التي شنها النظام السابق علـــى دول الجوار كما ان اكثر القرى المحاذية للأهوار تفتقر لأبسط الرعاية الصحية الاولية لافتقارهــا لوجود مراكز صحية اولية الا فــي بعض التجمعات السكانية الكبيرة والتي تبعد اكثر الأحيان عن القرى الاخرى مسافات شاسعة .
كما ان هذه المراكز تفتقر إلى الاطباء الاختصاص كل هذه الاسباب جعلت مـن سكان الاهوار يعيشون وضع صحي مأساوي حيث ان الامراض المستوطنة كالملاريـا والتيفوئيد والتدرن ناهيك عـن امراض السرطان والتي سببها المخصب الذي القي علـى الجنوب . كل هذه الامراض اليورانيوم تفتك باهل الاهوار الذين يعيشون تحـت خط الفقر والذين يفتقرون الابسط مقومات العيش الكريم حتى انهـم لا يمتلكون ما يقوموا بها حياتهم الصحية المتردية كما ان اللامسوؤلية التي يتصف بها بعض سكان الاهــواروقلة الوعي وانعـــدام التوعية الصحية قام هؤلاء بتحطيم بيئة الاهوار بأنفسهم باستخدامهـم السموم الفتاكة ناهيك عن الاثار التي تخلفها هذه السموم للوضــع الصحي لسكان الاهوار ونباتاتهم وحيواناتهم .
الهدف من الأثر البيئي والمائي والمناخي لاستغلال الثروات الأرضية لأهوار جنوب العراق
دراسة الأسرة الريفية في قرية عراقية عصرية – و كما هو مبين – على الرغم من وجود بعض الأسر الكبيرة إلا أن النموذج السائد في مجتمع القرية هو نموذج الأسرة النووية ، أي أن حجم الأسرة في القرية أخذ بالضيق و الانتقال من الشكل الأول الكبير إلى آخر صغير شبه متمدن ، إلا أن الوظيفة التي انعكس تأثيرها على أسلوب حياة الأسرة في القرية و في الريف العراقي بصورة عامة، هي الوظيفة الاقتصادية. هناك نظام تقسيم للعمل ما بين أفراد الأسرة على أساس الجنس و العمر و لكنه غير واضح المعالم كما كان سابقا أو كما هو عليه الحال في قرى الريف العراقي الأخرى وذلك بسبب تأثير قرب العاصمة بغداد على القرية إضافة لتأثير طبيعة حياة المراكز الحضارية القريبة من القرية، تعتمد معظم أسر القرية على الزراعة في اقتصادها و حياتها المعيشية إضافة إلى تربية المواشي و الدواجن و تأتي أخيرا التجارة و قد نوقشت هذه النتائج مع نتائج أهم الدراسات التي تناولت الريف العراقي ، كما اتسمت العلاقات ما بين أفراد الأسرة بالاحترام و الطاعة والتعاون و المساعدة،
و لهذه الأسر العديد من الوظائف منها ما هو أساسي كتنظيم العلاقة ما بين الزوج والزوجة والإنجاب و تربية الأبناء و منها ما هو ثانوي، السلطة قد تركزت بيد الذكور مع إعطاء نوع من الممارسة و المشاركة لأعضاء الأسرة كالأبناء و حتى الزوجة، ارتفاع مكانة المرأة في مجتمع القرية . وتناولت هذه الدراسة طبيعة الاهوار والمقومات الاساسية للنهوض بسكان الاهوار ، ودراسة الاسترجاع البيئي للأهوار ، والمشاكل المتعلقة في اهوار ميسان . ومعرفة أهم المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي في محافظة ميسان . ودراسة تاريخ سكان الأهوار والصناعات الحرفية للأسر الريفية. انطلاقة جديدة في هذا الدراسة هو البحث الانثروبولوجي ، ألا وهي محاولة تحليل طبيعة المجتمع والوصول إلى أبعاده المختلفة من خلال دراسة بعض الوحدات كالأسرة التي تعكس طبيعة و أساليب سلوكه ومواقفه لسكان الأسرة الريفية للأهوار ميسان.
المصادر الاجنبية
References
Alwan, A. R. A. (2006). Past and present status of the aquatic plants of the Marshlands of Iraq. Marsh Bulletin 2:160-172.
Antoine , S. E.(1983),. Limnological investigation in the polluted Rabat Canal and the Shatt Al-Arab river. Basrah, Iraq. Nova Hedwigia, 38:497-518.
AOAC, (1984). Association of Official Analytical Chemists. 14thed., Arlington, Virginia, USA, 1094p.
APHA, American Public Health Association (1999). Standard method for the examination of water and wastewater 20th edition, New York, USA.
Araujo, F. G.; Williams, W. P. and Bailey, R.G (2000). Fish assemblages as indicators of water quality (1980-1989). Estuarine, 23 (3) ; 305-317.
Aubry, A. and Elliott, M. (2006). The use of environmental integrative indicators to assess seabed disturbance in estuaries and coasts: application to the Humber estuary, UK, Marine pollution Bulletin 53:175-185.

